التوصيات العامة للمؤتمر الطبي الفقهي الدولي لطب النساء التجميلي التجديدي
2023/02/12نحمد الله العلي القدير ان منً علينا بنجاح المؤتمر الطبي الفقهي الدولي لطب النساء التجميلي التجديدي المنعقد في الفترة من 12- 13 رجب 1444هـ الموافق 3-4 فبراير 2023م بفندق رديسون بلو بلازا بمدينة جدة والذي نظمته الجمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية الفقهية بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي وبمشاركة كوكبة من الطبيبات المختصات دولياً في طب النساء التجميلي التجديدي ونخبة من صاحبات الفضيلة الفقيهات من الجامعات الشرعية بالمملكة العربية السعودية وخبيرات في مجمع الفقه الإسلامي الدولي وحضور سعادة مدير إدارة شؤون الإسرة والمرأة والطفولة والمسنين بالمجمع.
المؤتمر ناقش الاحكام الفقهية للممارسات الطبية لطب النساء التجميلي التجديدي في سبع جلسات علمية، هذا وبعد المشاورات والمناقشات خلص الحاضرون الى ستة عشر توصية عامة والمقدمة من لجنة صياغة التوصيات برئاسة رئيس المؤتمر د. حنان بنت علي سلطان وعضوية صاحبات الفضيلة خبيرات مجمع الفقه الإسلامي الدولي أ.د ميادة بنت محمد الحسن و أ.د الهام بنت عبدالله باجنيد.
التوصيات العامة
وبعد الاطلاع على البحوث الواردة إلى المؤتمر من قبل الطبيبات تصويراً والفقيهات تكييفاً، والاستماع إلى المناقشات والمداولات التي دارت حولها، توصي المشاركات في المؤتمر بالتوصيات العامة التالية:
1- الأصل المستقرُّ في الشريعة وما أجمعت عليه الأمة أن الإنسان مستأمن على دينه وجسده وماله، فينبغي أن يقيم حق الله فيهم، موازنة بين المصالح والمفاسد، وبين الضروريات والحاجيات والتحسينيات.
2- تقوم شريعتنا الغراء على حضارة التكامل بين متطلبات الروح والنفس والجسد، أما الحضارة السائدة اليوم فهي حضارة الجسد،تُعلي من شأن الجسد والمال دون سواهما، وهذا يتعارض مع شريعتنا ،فلا ينبغي تقديس الجسد بما يعود على هذا التكامل بالهدم، فتضيع الأديان والأموال لغرض تحسين الأجساد وتجميلها وتجديدها.
3- الأصل أن على الإنسان أن ينصاع ويخضع لإرادة الله فيه، حيث كتب الله على بني آدم مراحل حياتهم ( الطفولة فالشباب فالكهولة فالشيخوخة( ، وإن لتأمل الإنسان في عودته ضعيفاً بعد قوة أثرًاً في الاعتبار والتذكرة، ومعالجة غلو النفس في شهواتها ،فإظهار الجسد في مظهر الشباب مع بلوغه شوطاً من العمر يتحتم عليه فيه إظهار الخضوع لله، وقراءة ملامح الضعف والانكسار في جسده ونفسه يعود على كمال التوحيد لله بالنقص.
4- المؤسَّس في الشريعة الإسلامية أن الأصل في العورات المغلظة الصيانة في حال الحياة والموت ،فالمتفق عليه أن الميت تُستر عورته ولا تباشر دون حائل ، واستثني من ذلك الأزواج بعضهم بعضًاً نظراً ومساً، والإباحة لغير الأزواج تكون مع الضرورة والحاجة بالمصطلح الشرعي.
5- لا يجوز للزوج إلجاء زوجته إلى الإجراءات التجميلية التحسينية المحضة غير العلاجية في المنطقة التناسلية .
6- المتفق عليه أن التجميل والتجديد يكون للعلاج وإعادة ما خرج عن الطبيعة إلى وضعه الطبيعي فهو من باب (التداوي) ، فلا يجوز العبث بالأبدان والأجساد وإضاعة الأموال في أمور تحسينية الغرض منها صناعة وهم الشباب وابتغاء الجمال المصطنع. فالحكم العام في العمليات التجميلية أنها إذا كان الغرض منها إزالة عيب من نقصٍ، أو تلف، أو تشوه جائزة شرعاً، لأنها من باب رد العضو إلى منفعته الطبيعية.
7- إذا كان الغرض من العمليات التجميلية تحسين المظهر وتحقيق الصورة الأجمل بتجديد الشباب وإزالة آثار الشيخوخة، أو بسبب التصور الذاتي السلبي للمناطق التناسلية لدى المرأة سواء متزوجة أو عزباء، أو رغبةً في
إرضاء الزوج، فإن هذه الدوافع النفسية لا تعد سبباً شرعياً يجيز الجراحة في المنطقة التناسلية؛ وذلك للأسباب التالية:
أ- ما فيه من كشف العورات المغلظة وهي محرمة بالإجماع ما لم يكون هناك ضرورة أو حاجة.
ب- لأنه لا اعتبار للضرر النفسي في الشريعة الإسلامية سبباً لانتهاك المحرم القطعي، لكونه غير منضبط، وعدم تلبيته لا يؤدي قطعًاً إلى هلكة أو حرج؛ ولأن اعتباره يفتح الباب لانتهاك المحرمات بالحاجات والأضرار النفسية المزعومة.
8- ينبغي اختيار الوسيلة الطبية غير الجراحية الأخف ضرراً والأكثر تأثيرا في إصلاح العيوب، وعدم اللجوء للجراحة الا إذا كانت هي الوسيلة الوحيدة لإزالة العيب أو الضرر مع مراعاة ألا يغلب ضررها نفعها؛ لأن الضرر لا يزال بمثله أو بأعلى منه .
9- ينبغي على الممارس الطبي الوقوف عند أحكام الشرع الحنيف ومعرفة مقاصده، وعدم الانصياع للرغبات والأهواء الخاصة إذا كانت مضادة ومخالفة لها، بل تقديم الأهم على المهم حسب نظر الشريعة.
10- إصدار نظام خاص بالعمليات المتعلقة بطب التجميل النسائي في المنطقة التناسلية من قبل الجهات المختصة، يحد من صلاحيات الأطباء المتخصصين في هذا المجال، ويمنعهم من إجرائها في الحالات التي لا توجد دواعٍ تقتضيها من ضرورة أو حاجة علاجية.
11- إذا تعين الإجراء الطبي في المنطقة التناسلية النسائية علاجاً أو إزالة للتشوه ونحوهما، فينبغي قصر هذه الإجراءات على الطبيبات النساء، لأن نظر المرأة لعورة المرأة المغلظة أخف في التحريم من نظر الرجل لها.
12- ينبغي على الممارس الصحي أن يميز بين الضرورة والحاجة الشرعية وبين الشهوة والهوى، فالشريعة جاءت لتخرج المكلف من داعية هواه إلى التعبد بمقاصد الشارع، وكثير مما يصنفه الممارسون الصحيون أنه حاجة نفسية هو من قبيل اتباع الهوى أو الشهوات أو الحاجات المصطنعة عبر الإعلام وتحت مظلة حضارة الجسد السائدة في عالم اليوم.
13- نشر الوعي بحكم عمليات التجميل في المنطقة التناسلية التي عمت بها البلوى في المجتمعات في كل وسائل الإعلام، ربطاً بالمقاصد الشرعية من خلق الإنسان، والمصالح المعتبرة من الدين فالنفس فالعقل فالنسل فالمال، وأن الضروري من المال مقدم على التحسيني من مصلحة النسل.
14- نأمل عقد حلقة نقاش مصغرة تعتمد على الفقيهات لمناقشة التوصيات التفصيلية المتعلقة بمحاور المؤتمر الفرعية تنظمها الجمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية الفقهية .
15- ينبغي الاهتمام بإقامة المؤتمرات والندوات التي تبين الأحكام الفقهية للإجراءات الطبية الخاصة بالنساء في مناطق العورات للوصول إلى تأصيل شرعي لكل إجراء على حدة، ونرجو من الجمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية الفقهية مواصلة عقد مثل هذه اللقاءات القائمة على معالجة الواقع وتدفقات ثقافة إعلاء متطلبات الجسد.
16- نقترح إيجاد تصنيف مهني كتخصص دقيق لطب النساء التجميلي التجديدي للمنطقة التناسلية متفرع من اختصاص طب النساء والتوليد من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية. انتهى
مع اطيب التحيات وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير