كلمة رئيس مجلس الادارة
أ.د. عبدالرحمن بن إبراهيم العثمان
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه، وبعد:
يقول الإمام الشافعي: "لا أعلم بعد الحلال والحرام أنبلَ من الطب". ويؤكد الزهراوي -الطبيب- هذا المعنى فيقول موصيًا ابنه: "يا بني، فإنه [أي الطب] أفضل العلوم بعد علم الدين وكتابه المبين ... فقدموا الطلب وفقكم الله لعلم الدين، الذي هو واجب في الفطنة ولازمٌ في الطبيعة، والذي له خُلِقنا، وبإقامة حدوده أُمِرنا، ثم اجعلوا بعد ذلك بحثكم وهمتكم في طلب صناعة الطب التي هي نافعة في الحياة وبعد الممات؛ لإفادتها الصحة التي بها نستعين على إقامة فرائضنا وحدود شرائعنا، وطلب معايشنا في حياتنا الدنيا".
وتأتي الجمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية الفقهية لتجمع بين علماء هذين العلمين العظيمين؛ علم الفقه وأصوله، وعلم الطب، بما يكون عونًا للمشتغلين بالطب بكافة فروعه وتخصصاته الدقيقة للسلامة من الإثم ولرفع المؤاخذة عنهم، وبما يكون عونًا للمرضى وذويهم بما يُقيم عباداتهم ويُصحّح تصرفاتهم ويحفظ حقوقهم.
وسيكون من أولويات هذه الدورة الخامسة: ضبط عمل الجمعية ورسم سياساتها وتدوينها في مواد نظامية واضحة تساعد في تيسير عمل الجمعية وحوكمته وقياس مخرجاته، كما أن من الأولويات: زيادة التعريف بالجمعية والتشجيع على الانتساب إليها، وزيادة توثيق العلاقة بين علماء الفقه وأصوله وعلماء الطب من خلال برامج وأبحاث علمية بينيّة تُبنى فيها الأحكام الفقهية على التصورات الطبية الصحيحة.
ونناشد جميع محبي الجمعية ومحبي العمل الخيري المبادرة إلى دعم الجمعية وبرامجها؛ علميا، وماديًا، فإن دعمها من الصدقة الجارية، وبرامجُها ومؤلفاتها وبحوثها من العلم النافع الذي يتعدى نفعه ويمتد أثره في الحياة وبعد الممات، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به... الحديث) رواه مسلم، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن مما يلحق المؤمن من علمه وحسناته بعد موته: علمًا علّمه ونشره... الحديث) رواه ابن ماجه.
وبعد؛ فنشكر الله تعالى على نعمه العظيمة التي لا تُحصى، وعلى ما يسّره من نشأة هذه الجمعية واستمرارها، ثم نشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ونسأل الله تعالى لهما حسن الثواب بتيسيرهما لعمل الجمعيات العلمية ودعمهما لها، والشكر موصول لمعالي وزير التعليم، ولمعالي رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ووكلاء الجامعة ولجميع الإدارات المساندة للجمعيات العلمية، وشكر خاص لإخواني وأخواتي أعضاء مجلس الإدارة على ما يبذلونه من أوقاتهم وطاقاتهم لنجاح الجمعية.
نسأل الله تعالى أن يسدد خطانا ويبارك جهودنا وألا يكلنا إلى أنفسنا، وأن يتولانا بلطفه وتوفيقه ويرحمنا برحمته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رئيس مجلس إدارة الجمعية
أ.د. عبدالرحمن بن إبراهيم العثمان